ريادة الأعمال و الشركات الناشئة

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 التسميات: , , , , ,


تريد إنشاء شركة لتقديم منتج أو خدمة ويب؟ إذا لم يكن تخصصك تقنيا فإن أكبر خطأ ترتكبه هو تفويض شركة تقنية لتنفيذ فكرتك. البديل: البحث عن شريك أو توظيف مبرمج.

حين نتحدث عن الشركات الناشئة فإننا لا نتحدث عن الأفكار، بل عن الأفراد. نعم الأفكار مهمة، لكن التنفيذ هو الأهم، والتنفيذ يتطلب فريقا ماهرا.

من السهل الإتيان بفكرة عبقرية. يمكنك أن تجد في الشارع فكرة تحت كل حجر. جرب أن تفتح صنبور المياه وستتدفق أمامك عشرات الأفكار. أما الأسهل فهو أن يأتي الآخرون ويقلدون فكرتك العبقرية.. ويتفوقون عليك.

السر ليس في أن تكون الأول في التنفيذ (إلا نادرا). بل السر أن تكون الأفضل في التنفيذ. ولتكون الأفضل في التنفيذ تحتاج أن تتوفر على المهارات الأفضل.

حين تريد خوض مغامرة إنشاء شركة، فأول ما تحتاج إليه هو الفريق. الفريق قد يكون مجرد شخص آخر بجانبك، يشاركك أحلامك ويقاسمك أعباء إنشاء شركة من الصفر.

قد يبدو أن الاعتماد على شركة خارجية لتنفيذ فكرتك، أرخص من توظيف مبرمج أو إثنين بشكل دائم. هذا على المدى القصير فقط. تذكر أن مشاريع الويب في تطور دائم؛ لا تنس مصاريف الصيانة والتطويرات المتتالية.

الأسوأ، أنك إن لم تكن حذرا قد تخسر كل شيء: هل يتضمن عقد التعهيد أن المنتج النهائي سيكون ملكك وحدك؟ ماذا لو قررت الشركة إعادة بيع النصوص البرمجية لمنتجك لشركة أخرى؟ ولا تنسى المشاكل الدائمة في التأخير في تنفيذ التعديلات وأعمال الصيانة.

إذا كنت تعتقد أن تكلفة التوظيف أكبر من تكلفة التعهيد (وهذا غير صحيح بالمرة)، ثمة حل أسهل: إيجاد شريك يتكفل بالمسائل التقنية لمشروعك، ويحصل على نسبة من ملكية المشروع.

النقطة الأخيرة، إذا كنت تنوي البحث عن تمويل خارجي لمشروعك، فتأكد أن لا أحد سيهتم بتمويلك إذا كنت تعتمد على شركات خارجية لتطوير الجزء الرئيسي من منتجك، ولم تكن تتوفر على فريق خاص (ولو من فرد واحد).

قد تعتقد أن الفكرة هي كل شيء. وما إن تأتي بفكرة عبقرية ستجد أن شركات التمويل تتسابق عليك. كلا. حين تجرب، ستكتشف أن الأهم لدى المستثمرين هو الفريق. الفكرة غير مهمة، والنموذج التجاري ليس ضروريا في البداية (في أغلب الأحيان). لكن الأهم دائما هو الفريق. الفريق المتفرغ لتطوير المشروع.

هذا لا يعني بأن التعهيد الخارجي للمهام سيئ دائما، هو سيئ حين يتم الاعتماد عليه لتنفيذ وإدارة الأجزاء الحيوية من المشروع. لكنه قد يكون مفيدا للقيام بالمهام الفرعية الصغيرة التي تتطلب وجود متخصصين، في وقت لا تسمح فيه الميزانية بتوظيف متخصصين، في قطاعات مختلفة، بدوام كامل.





ما ينقص رواد الأعمال في مجال الإنترنت في العالم العربي وجدنا أن المال ليس أهم ما ينقص الرواد واستنتجنا أيضا أن رواد الأعمال في مجال الإنترنت في المنطقة ينقسمون إلى ثلاثة أجيال:
الجيل الأول هم من بدؤوا مشاريع كبيرة ووظفوا مئات الموظفين في وقت قصير، وانتهت أغلب تلك المشاريع بانهيارها مع انفجار فقاعة الدوت كوم في أمريكا، بإستثناء بعض المشاريع التي استمرت بدعم من المستثمرين مثل مكتوب وجيران وغيرهم.

الجيل الثاني هم من بدؤوا بعد انهيار الجيل الأول وبدؤوا ببناء المواقع والمنتديات في المجالات التي يحبون بالرغم من كون أغلبهم غير تقنين ومنهم من نجح وكثير منهم من لديه نجاح محدود فقط ولم يستغلوا قدراتهم بكاملها.

الجيل الثالث: وهو الجيل الذي نرى له مستقبل كبير حيث يتكون من شباب وشابات لديهم المهارات اللازمة في التطوير والتصميم والتسويق، ونموا في وسط الشبكات الاجتماعية والـ web 2.0، هؤلاء لا ينقصهم المال فقط بل ينقصهم قصص النجاح المحفزة وبعض الخبرة في ريادة الأعمال في الإنترنت، وهو ما نحاول نحن وجهات أخرى حكومية وخاصة المساعدة فيه. الجدير بالذكر والمبشر أن رواد هذا الجيل بدأ الكثير منهم في تأسيس مجموعاتهم للتعارف وتبادل المعلومات مثل Riyadh Geeks وAmman Tech Tuesday وDubai Tech Nights وغيرها.

وجدنا أيضا أن الحكومات بدأت العمل على دعم الريادة باطلاق الحاضنات وتطوير الأنظمة وغيرها، لكن هذه أمور تتطلب وقتا طويلا. من جهة أخرى، رأس المال العربي موجود لكن رأس المال الذي يود الاستثمار في المشاريع التي في بدايتها قليل جدا فالكثير من المستثمرين لا يود استثمار مبالغ قليلة بل يود استثمار الملايين في مشاريع كبيرة، وهذه هي الثغرة التي نود سدها في N2V حيث نركز في الاستثمار في المرحلة المبكرة وهو المجال الذي نجد له مستقبلا كبيرا وهدفنا من الاستثمار في هذه المرحلة هو ليس فقط العائد المباشر على الاستثمار بل إثبات نظريات المشروع حيث يقوم المبادر باثبات نظرياته على نطاق صغير ويحقق نجاحا كبيرا ويتعلم الدورة الكاملة لنجاح المشروع وبعدها تصبح المسألة مجرد استثمار أكبر وتوسع للمشروع لتكرار النجاح.

ننصح رائد الأعمال بالتركيز على عينة صغيرة من السوق (مثل منطقة جغرافية محدودة، أو الاكتفاء بتقديم منتج واحد)، ثم بناء مشروعه والمرور بهذه المراحل الأساسية: تطوير الموقع، تصميم الموقع والتركيز على قابلية وسهولة الإستخدام، إنتاج المحتوى الملائم، تسويق الموقع وبناء مجتمع على الموقع، ثم تحقيق الدخل. بعد النجاح في هذه المراحل بشكل مصغر سيسهل تكرار التجربة على نطاق أوسع وتنمية المشروع بسهولة أكبر.

لا نستثمر في المشاريع بل في رواد الأعمال ولدينا قناعة بأن الأفكار لا تساوي شيئا (إلا إن كانت مع براءة اختراع)، قيمة الفكرة هي في القدرة على تنفيذها.

معايير اختيار رواد الأعمال كثيرة أولها الحماس والقدرة على التعلم. لا نستثمر في رائد الأعمال الذي يأتي بالفكرة ويود أن يصبح مديرا، فقط، ويريد أن يوظف مبرمجين ومصممين ومسوقين! نحن نستطيع، لو أردنا، أن نوظف هؤلاء بأنفسنا دون أن نعطيه استثمارا، فالفكرة كما قلنا لا تساوي شيئا في حد ذاتها. إذا كان لديه نقص في بعض القدرات الأساسية نطلب منه أن يحضر شركاء (وليس موظفين) يكملونه حتى نبقي على الحماس والشغف في المشروع.

النموذج الذي نستعمله ونحاول أن نطبقه على رواد الأعمال الذين نعمل معهم هو أن نطلب منهم أن يفكروا بمشروع له مستقبل كبير وأن يبدؤوا بتطبيقه بشكل صغير لاثبات النظرية وبعد ذلك إما أن ينمو المشروع بشكل كبير أو يقتل بشكل سريع وينتقلوا لمشروع آخر.

يختلف تعريف رائد الأعمال بين الناس. أنا شخصيا أعرفه بأنه هو الشخص الذي لديه رغبة شديدة في تحقيق نجاح كبير وهو من يريد تحقيق نجاح يغير في طريقة عيش الناس. ويتميز هذا الشخص بقدرته على التعلم بسرعة والتغير والتأقلم بالاضافة الى الانضباط والإصرار.

ريادة الأعمال معروفة في العالم العربي منذ مئات السنين وليست شيئا جديدا لكن الجديد هو ريادة الأعمال في مجال الإنترنت، والفورة كان سببها وجود نجاحات في الغرب يمكن القياس عليها ويمكن تكرارها هنا. هذه الفرصة دفعت الكثير من الجهات للتركيز على ريادة الأعمال.

ما الذي ينقص رواد الأعمال العرب، حاليا؟

أمور كثيرة، وطبيعي أن لا تكون موجودة وتأتي مع الوقت. أغلب هذه الأمور لها علاقة بالنضوج الفكري للرواد ونضوج الصناعة التي يعملون فيها. رواد الأعمال هنا ينقصهم الجرأة فمعظم الرواد يعتقدون أنهم أقل من نظرائهم في الغرب وهذا غير صحيح أبدا خصوصا أن الإنترنت أتاحت تساوي الفرص للجميع على عكس ما كان حاصلا قبل 20 سنة. أيضا ينقص رواد الأعمال هنا الرغبة في التعلم حيث لاحظت أن الكثير من الرواد يظن أنه يعرف كل شيء! ويعتقد أن ثقته بنفسه كافية. طبعا الثقة بالنفس أساسية، لكنها ليست كل شيء فالمطلوب التعلم من الغير ثم الثقة بالنفس لإتخاذ القرار الصحيح ولو كان مخالفا لنصائح الآخرين.

عندما بدأنا هذه البرامج الاستثمارية كان هدفنا أن تتكامل ولا تتنافس فكل المشاريع تخدم فئة أو مرحلة من المشاريع وجميعا يهدف إلى خلق نجاحات كبيرة بصورة منظمة وسريعة قابلة للتكرار إن شاء الله.

هل يمكنك إخبارنا عن مشاريعكم المستقبلية؟

مشروعنا المستقبلي هو التركيز على برامج الاستثمار وإنجاحها، إن شاء الله، ثم تكرار هذه النجاحات. هدفنا في N2V أن نصل بالمشاريع التي لدينا إلى مرحلة التوسع السريع بحيث يستطيع رائد الأعمال تكرار نجاحه الذي حققه على نطاق صغير بشكل أكبر وعلى مستوى عالمي مع إلتزامنا بالإستثمار في هذا التوسع، وهذا ما نتوقعة في 2012 للعديد من المشاريع التي استثمرنا بها بإذن الله.

لا يدور حديث عن الويب العربي إلا تطرق إلى أزمة المحتوى التي تعتبر أزمة الأزمات وعائقا أمام تطور الويب العربي. ما هي، برأيك، أسباب هذه الأزمة وهل ثمة أمل في تحسن الوضع؟

عندما تأخذ المسألة بالأرقام وتقارن بين عدد المتحدثين بالانجليزية والمحتوى المتوفر لهم والمتحدثين بالعربية والمحتوى المتوفر لهم من الطبيعي أن تجد فجوة، لعدة أسباب من أهمها أن الإنترنت دخلت متأخرة إلى العالم العربي، وإلى فترة قصيرة كان الاتصال في كثير من الدول العربية بطيئا وغير جيد ولم تنتشر شبكات النطاق العريض إلا في الفترة القريبة الماضية.

هذه الفجوة تكلمت عنها الكثير من المؤتمرات والندوات وطرحت عنها الكثير من أوراق العمل، وشخصيا أرى أن لا حل لها إلا بتفعيل ريادة الأعمال في مجال الإنترنت وأيضا تفعيل صناعة المحتوى بواسطة المستخدمين User Generated Content. أما ما يحدث الآن من مشاريع مثل تحويل المكتبات الوطنية إلى نسخ رقمية وغيرها ونشر بحوث الماجستير والدكتوراه بشكل رقمي فهي أمور مساعدة لكن في النهاية مهما حاولت أن تبني المحتوى لن تستطيع، لأن المحتوى يبنيه القطاع الخاص والأفراد إذا أعطوا الأدوات المثالية وهذا ما سيحدث مع انتشار مفاهيم ويب 2.0 بين رواد الأعمال في العالم العربي، وهو ما بدأنا نراه بالفعل مؤخرا.

طبيعي جدا وسبق أن تحدثت عنه في أحد المؤتمرات سابقا. من الصعب جدا تعميم اللغة العربية في مجال ريادة الأعمال ونحن لا نملك الخبرة الكافية بعد. أيضا الكثير من الذين يعملون ويقودون القطاعات المالية في العالم العربي أجانب وحتى العرب كل دراستهم وقراءاتهم والمصطلحات التي يتعاملون بها هي انجليزية. فهل نبدأ نترجم الآن وتصبح الترجمة شغلنا الشاغل أم نحقق نجاحات في العالم العربي؟

أرى أنه على رائد الأعمال الآن تعلم اللغة الانجليزية والتعامل بها لفترة معينة حتى تنضج ريادة الأعمال في العالم العربي وعندها ننفصل عن الانجليزية.

لو نظرنا للتاريخ لوجدنا أن الأطباء في أوروبا في مرحلة من المراحل كان من اللازم عليهم تعلم اللغة العربية لأنها كانت لغة الطب وكل الكتب والعلم الموجود مكتوب بها ولكنهم بعد ذلك استطاعو الإنفصال عن اللغة العربية بعد نضوج علمهم وتوفر العلم بلغتهم وهاذا ما نطمح إليه في المستقبل للغة العربية وريادة الأعمال.

ختاما، مع السؤال الكلاسيكي: هل من نصيحة تقدمها للمبادرين الشباب؟

مجال ريادة الأعمال مجال كبير جدا ومليء بالفرص الكبيرة، لذا أدعو كل رواد الأعمال الشباب إلى التركيز كأهم نصيحة لهم، لأن الفرص الكبيرة الموجودة الآن تشتت الرواد عندما يحاولون فعل كل شيء في نفس الوقت. أن تقوم بعمل نجاح بسيط أو معتدل في عدة مشاريع يجب أن لا يكون طموحك، ركز على مشروع واحد وامنحه كل طاقتك خلال فترة محدودة لتحقق أكبر حجم ممكن من النجاح أو تنتقل إلى مشروع آخر إذا لم ينجح. ثانيا أنصح الرواد بالقراءة والتعلم بشكل مستمر لكي ننضج بشكل أسرع ولكي يسرعوا نجاحاتهم.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
مدونة قرأت لك وكتبت © 2010 | تعريب وتطوير : خالد المصري | Designed by Blog | Blogger Template by khaledoficial.info